فكيف وإنا نجد في القرآن مكتوباً«وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ» «١» قال علي: يا يهودي، ان الملائكة تحمل العرش، والثّرى يحمل الهوى، والثّرى موضوع على القدرة وذلك قوله تعالى: «لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى» «٢» قال اليهودي: صدقت رحمك اللَّه» «٣».
قال العاصمي: «قدم أسقف نجران على أميرالمؤمنين عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه في صدر خلافته، فقال: يا أميرالمؤمنين، ان ارضنا باردة شديدة المؤنة لا يحتمل الجيش، وأنا ضامن لخراج أرضي أحمله اليك في كل عام كملًا، قال: فضمنه اياه، فكان يحمل المال ويقدم به في كل سنة ويكتب له عمر البراءة بذلك، فقدم الأسقف ذات مرة ومعه جماعة، وكان شيخاً جميلًا مهيباً، فدعاه عمر إلى اللَّه والى رسوله وكتابه وذكر له اشياء من فضل الاسلام وما يصير اليه المسلمون من النعيم والكرامة، فقال له الأسقف: يا عمر، أنتم تقرأون في كتابكم «وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ» «4» فأين تكون النار؟ فسكت عمر، وقال لعلي: أجبه أنت، فقال له علي: أنا أجيبك يا أسقف، أرأيت إذا جاء الليل أين يكون النهار؟ وإذا جاء النهار أين يكون الليل؟ فقال الأسقف: ما كنت أرى ان احداً يجيبني عن هذه المسألة، من هذا الفتى يا عمر؟ فقال: علي بن أبي طالب ختن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وابن عمه وهو أبو الحسن والحسين.