ويكره الحق يعني الموت، قال اللَّه تعالى:«وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ» «١» وصدق اليهود والنصارى، قال اللَّه تعالى: «وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَىَ شَيْ ءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْ ءٍ» «2» ويؤمن بما لم يره يعني اللَّه، ويقر بما لم يخلق يعني الساعة، فقال عمر: لو لا علي لهلك عمر» «3».
قال ابن أبي الحديد: «ومن العلوم علم الفقه وهو عليه السّلام أصله وأساسه، وكل فقيه في الاسلام فهو عيال عليه ومستفيد من فقهه، أما اصحاب أبي حنيفة كأبي يوسف ومحمّد وغيرهما فأخذوا عن أبي حنيفة، واما الشافعي فقرأ على محمّد بن الحسن فيرجع فقهه أيضاً إلى أبي حنيفة، واما أحمد بن حنبل فقرأ على الشافعي فيرجع فقهه ايضاً إلى أبي حنيفة، وأبو حنيفة قرأ على جعفر بن محمّد عليه السّلام وقرأ جعفر على أبيه عليه السّلام وينتهي الأمر إلى علي عليه السّلام، وأما مالك بن أنس فقرأ على ربيعة الرأي، وقرأ ربيعة على عكرمة، وقرأ عكرمة على عبداللَّه بن عباس، وقرأ عبد اللَّه بن عبّاس على علي، وان شئت رددت اليه فقه الشافعي بقرائته على مالك كان لك ذلك. فهؤلاء الفقهاء الأربعة. وأما فقه الشيعة فرجوعه إليه ظاهر.
وايضاً فان فقهاء الصحابة كانوا عمر بن الخطاب وعبد اللَّه بن عبّاس وكلاهما أخذا عن علي عليه السّلام، أما ابن عبّاس فظاهر، وأما عمر فقد عرف كل أحد رجوعه اليه في كثير من المسائل التي اشكلت عليه وعلى غيره من