يستحضره فلما أتاه وهو في ملأ من أصحابه قال للرجل: أعد المسألة فأعادها ثم قال عثمان بن عفان رضي اللَّه عنه: أجب الرجل عنها يا أبا الحسن، فقال علي كرم اللَّه وجهه: ائتوني بزند وحجر، والرجل السائل والناس ينظرون اليه، فأتي بهما فأخذهما وقدح منهما النار ثم قال للرجل: ضع يدك على الحجر فوضعها عليه ثم قال: ضع يدك على الزند فوضعها عليه فقال: هل أحسست منهما حرارة النار؟
فبت الرجل، فقال عثمان رضي اللَّه عنه: لو لا علي لهلك عثمان» «١».
روى العاصمي باسناده عن علي بن موسى، قال: «حدثني أبي موسى، قال: حدثني أبي جعفر، قال: حدثني أبي محمّد، قال: حدثنا أبي علي بن الحسين، قال: حدثنا أبي الحسين بن علي، إنّ يهودياً سأل أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب كرم اللَّه وجهه فقال: أخبرني عما ليس للَّه وعما ليس عند اللَّه وعما لا يعلمه اللَّه عزّوجلّ. فقال علي كرم اللَّه وجهه: أما ما لا يعلمه اللَّه عزّوجلّ فذلك قولكم يا معشر اليهود ان عزير ابن اللَّه واللَّه لا يعلم له ولداً. وأما قولك عما ليس عند اللَّه، فليس عند اللَّه ظلم للعباد، واما قولك عما ليس للَّه فليس للَّه شريك.
فقال اليهودي: وأنا أشهد ان لا إله إلآاللَّه وأن محمّداً عبده ورسوله» «٢».
ذكر الزرندي: «ان رجلًا أتي به الى عمر كان قال في جوابهم لما سألوه كيف اصبحت؟ قال: اصبحت أحبّ الفتنة، واكره الحق، وأصدق اليهود والنصارى، وآمن بما لم أره، واقر بما لم يخلق. فأرسل عمر الى علي عليه السّلام فلما جاء أخبره بما قال الرجل، فقال: صدق، قال اللَّه تعالى:«أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ» «3»