عليه من امورهم شيئاً، وقال: انطلقوا إلى هذا الوصي الذي من بعد نبيهم فاسألوه عما سئل عنه الانبياء عليهم السّلام وعما أتاهم به من قبل والدلائل التي عرفت بها الأنبياء عليهم السّلام. فان أخبركم فآمنوا به وبوصيّه واكتبوا بذلك إلي وان لم يخبركم فاعلموا انه رجل مطاع في قومه، يأخذ الكلام بمعانيه ويرده على تواليه وتعرفوا خروج هذا النبي قال: فسار القوم حتى دخلوا بيت المقدس واجتمعت اليهود إلى رأس جالوت، فقالوا له مثل مقالة النصارى لقيصر، فجمع رأس جالوت من اليهود مائة رجل.
قال سلمان: فاغتنمت صحبة القوم، فسرنا حتى دخلنا المدينة وذلك يوم عروبة وأبو بكر قاعدٌ في المسجد يفتي الناس، فدخلت عليه فأخبرته بالذي قدم له النصارى واليهود، فاذن لهم بالدخول عليه فدخل عليه رأس جالوت، فقال: يا أبا بكر، انّا قوم من النصارى واليهود جئناكم لنسألكم عن فضل دينكم، فان كان دينكم أفضل من ديننا قبلناه والا فديننا أفضل الأديان، قال أبو بكر: سل عما تشاء أجيبك ان شاء اللَّه، قال: ما أنا وأنت عند اللَّه؟ قال أبو بكر: أما أنا فقد كنت عند اللَّه مؤمناً وكذلك عند نفسي إلى الساعة ولا ادري ما يكون من بعد، فقال اليهودي: فصف لي صفة مكانك في الجنة وصفة مكاني في النار لأرغب في مكانك وأزهد عن مكاني، قال: فأقبل أبو بكر رضي اللَّه عنه ينظر إلى معاذ مرة وإلى ابن مسعود مرة وأقبل رأس جالوت يقول لأصحابه: ما كان هذا نبياً قال سلمان: فلما نظر إلي القوم، قلت لهم: ايها القوم، ابعثوا إلى رجل لو ثنيتم له الوسادة لقضى لأهل التوراة بتوراتهم ولأهل الانجيل بانجيلهم ولأهل الزبور بزبورهم ولأهل القرآن بقرآنهم، ويعرف ظاهر الآية من باطنها، وباطنها من ظاهرها، قال معاذ: فقمت فدعوت علي بن أبي طالب كرم اللَّه وجهه، وأخبرته بالذي قدمت له اليهود