مخدعك فانظري ماذاترين؟ قال: فدخلت ومعها علي وولداها، ثم تبعهم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فإذا جفنة تفور مملوة ثريداً وعراقاً مكلّلة بالجوهر يفوح منها رائحة المسك الأذفر فقال: كلوا بسم اللَّه فاكلوا منها جماعتهم سبعة أيام ما انتقص منها لقمة ولا بضعة قال: فخرج الحسن وبيده عرق فلقيته امرأة من اليهود تدعى سامار، فقالت: يا أهل البيت، الجوع من اين لكم هذا فاطعمني، فمدّ الحسن يده ليناولها فاختلست الأكلة وارتفعت القصعة، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: لو سكتوا لأكلوا منها إلى أن تقوم الساعة، وهبط الأمين جبرئيل على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فقال: يا محمّد ان ربك يقرئك السلام ويقول لك:
خذ هنأك اللَّه في أهل بيتك، قال: وما آخذ؟ قال: فتلا جبرئيل «إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً* عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً* يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً* وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً» إلى قوله «سَعْيُكُم مَّشْكُوراً» «١».
روى الحضرمي باسناده عن ابن عباس قال: «نزلت «وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً» في علي بن أبي طالب كرم اللَّه وجهه» «2».
ورواه الحاكم الحسكاني باسناده عن الهيثم بن عبد اللَّه الرماني، قال: حدثني علي بن موسى الرضا، اخبرني أبي موسى، عن أبيه جعفر بن محمّد عن أبيه محمّد عن أبيه علي عن أبيه الحسين عن أبيه علي بن أبي طالب قال: لما مرض الحسن والحسين عادهما رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فقال لي: يا أبا الحسن لو نذرت على ولديك للَّه نذراً أرجوا أن ينفعهما اللَّه به، فقلت: عليّ للَّه نذر لئن برى ء ...» «3».