حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً» الآية نزلت في علي بن أبي طالب، وذلك أنّهم صاموا وفاطمة وخادمتهم، فلمّا كان عند الافطار، وكانت عندهم ثلاثة أرغفة قال، فجلسوا ليأكلوا فأتاهم سائل فقال: أطعموني فإني مسكين فقام علي عليه السلام فأعطاه رغيفه، ثم جاء سائلٌ فقال: أطعموا اليتيم فأعطته فاطمة الرغيف ثم جاء سائل فقال: اطعموا الأسير فقامت الخادمة فاعطته الرغيف وباتوا ليلتهم طاوين فشكر اللَّه لهم فأنزل فيهم هذه الآيات» «1».
روى الكنجي الشافعي باسناده عن الأصبغ بن نباتة قال: «مرض الحسن والحسين فعادهما النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وأبو بكر وعمر، فقال عمر لعلي عليه السّلام: يا أبا الحسن انذروا ان عافى اللَّه تعالى ولديك أن تحدث للَّه شكراً فقال علي: ان عافى اللَّه عزّوجل ولديَّ صمت للَّه ثلاثة أيام شكراً، فقالت فاطمة عليه السلام مثل ذلك، فقالت جارية لهم مثل ذلك فأصبحوا وقد مصح «2» اللَّه ما بالغلامين، وهم صيام، وليس عندهم قليل ولا كثير، فانطلق علي عليه السّلام إلى رجل من اليهود يقال له جار بن الشمر اليهودي. فقال له علي عليه السّلام:
أسلفني ثلاثة أصوع من شعير وأعطني جزةً من الصوف تغزلها لك بنت محمّد، قال:
فأعطاه فاحتمله علي عليه السّلام تحت ثوبه، ودخل على فاطمة عليها السلام وقال: يا بنت محمّد دونك واغزلي هذا، وقامت الجارية إلى صاع من شعير فطحنته وعجنته، فخبزت منه خمسة أقراص، وصلى المغرب مع النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ورجع ليفطر فوضع الطعام بين يديه وقعدوا ليفطروا، فإذا مسكين بالباب يقول: يا أهل بيت محمّد مسكين من مساكين المسلمين على بابكم، أطعموني ممّا