وروى باسناده عن علي بن أبي طالب قال: «أقبل صخر بن حرب حتى جلس الى رسول اللَّه فقال: الأمر بعدك لمن؟ قال: لمن هو مني بمنزلة هارون من موسى فأنزل اللَّه «عَمَّ يَتَسَاءلُونَ» يعني يسألك أهل مكة عن خلافة علي «عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ* الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ» فمنهم المصدّق ومنهم المكذّب بولايته «كَلَّا سَيَعْلَمُونَ* ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ» «١» وهو ردّ عليهم سيعرفون خلافته أنها حقٌ اذ يسألون عنها في قبورهم فلا يبقى ميّت في شرق ولا غرب ولا بر ولا بحر إلّاومنكر ونكير يسألانه يقولان للميّت: من ربّك وما دينك ومن نبيك ومن امامك» «٢».
روى شرف الدين باسناده عن علقمة أنه قال خرج يوم صفين رجل من عسكر الشام وعليه سلاحٌ وفوقه مصحف وهو يقرأ «عَمَّ يَتَسَاءلُونَ» فاردت البراز اليه، فقال لي علي عليه السّلام مكانك وخرج بنفسه فقال له أتعرف «النَّبَإِ الْعَظِيمِ* الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ»، قال لا، فقال علي عليه السلام أنا واللَّه النبأ العظيم الذي فيّ اختلفتم وعلى ولايتي تنازعتم، وعن ولايتي رجعتم بعد ما قبلتم،، وببغيكم هلكتم بعد ما بسيفي نجوتم، ويوم الغدير قد علمتم، ويوم القيمة تعلمون ما علمتم. ثم علاه بسيفه فرمى برأسه ويده، وفي رواية الأصبغ بن نباتة انّ علياً عليه السّلام قال: واللَّه انَا «النَّبَإِ الْعَظِيمِ* الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ* كَلَّا سَيَعْلَمُونَ* ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ» حين أقف بين الجنة والنار، وأقول هذا لي وهذا لك «٣».
«إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً* حَدَائِقَ وَأَعْنَاباً* وَكَوَاعِبَ أَتْرَاباً* وَكَأْساً دِهَاقاً* لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلَا كِذَّاباً* جَزَاء مِّن رَّبِّكَ عَطَاء حِسَاباً» «4».