فقال معاوية: أتهدديني بقومك؟ لقد هممت أن احملك على قتب «٣» اشرس فاردّك إليه ينفذ فيك حكمه، فاطرقت تبكي، ثم انشأت تقول:
صلّى الاله على جسم تضمّنه | قبر فأصبح فيه العدل مدفوناً | |
قد حالف الحق لا يبغي به بدلًا | فصار بالحق والايمان مقروناً |
قال لها: ومن ذلك؟.
قالت: علي بن أبي طالب.
قال: وما صنع بك حتى صار عندك كذلك؟.
قالت: قدمت عليه في رجل ولّاه صدقتنا قدم علينا من قبله، فكان بيني وبينه ما بين الغث والسمين، فأتيت علياً لأشكو إليه ما صنع فوجدته قائماً يصلي، فلمّا نظر اليّ انفتل «4» من صلاته، ثم قال لي برأفة وتعطفٍ: الك حاجة؟ فأخبرته الخبر، فبكى، ثم قال: اللّهم انك أنت الشاهد عليّ وعليهم، اني لم آمرهم بظلم خلقك ولا بترك حقك، ثم اخرج من جيبه قطعة جلد كهيئة طرف الجواب فكتب