حدّثني أبي عن أبيه عن جده قال: «مرض عمران بن حصين مرضة له، فدخل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فقال: اني لآيس عليك من شدة علتك، فقال له: لا تفعل ذلك بأبي أنت وأمي، فان أحب ذلك الي أحبه إلى اللَّه، فوضع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يده على رأسه ثم قال له: لا بأس عليك يا عمران، فعوفي عمران من تلك العلة، وانصرف رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فأتاه علي بن أبي طالب عليه السّلام فقال له النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: أعدت أخاك عمران بن حصين؟ قال: لا ولم اعلم، قال: عزمت عليك لما لم تقعد حتى تأتيه فلما قصد إلى عمران نظر عمران اليه فلم يصرف بصره عنه حتى جلس بين يديه، فاهوى اليه، ثم قام منصرفاً فاتبعه بصره حتى غاب عنه، فقال له اصحابه:
لقد رأيناك صنعت شيئاً ما صنعته قط، قال: نعم، سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: النظر إلى علي عبادة» «1».
روى الكنجي باسناده عن عبداللَّه قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «النظر إلى علي عبادة». ثم علق على ذلك بقوله: انه ابن عم الرسول صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وزوج البتول عليها السّلام ووالد السبطين الحسن والحسين عليهم السلام، وأخو الرسول صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ووصيه، وباب علمه، والمبلغ عنه، والمجاهد بين يديه والذاب عنه، والمجلى الكرب والهموم عنه، والباذل نفسه للَّه تعالى ولرسوله، لنصرة دين اللَّه، وداعي الناس إلى دار السلام، ومعرفة العزيز العلام، ويدل على فضل النظر اليه على فضل النظر إلى الكعبة ما جاء في الحديث أن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وقف حيال الكعبة وقال: «ما اجلك