فإذا قال «مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ» يحتاج إلى بيان ذلك اليوم وما فيه من المواطن والاهوال، وكيفية مستقره.
فإذا قال: «إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ» يحتاج إلى بيان المعبود من جلالته والعبادة وكيفيتها، وصفتها وادائها على جميع انواعها والعابد في صفته والاستعانة وادائها، وكيفيتها.
فإذا قال: «اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ» «1» إلى آخر السورة، يحتاج إلى بيان الهداية ما هي، والصراط المستقيم واضداده وتبيين المغضوب عليهم، والضالين وصفاتهم، وما يتعلق بهذا النوع، وتبيين المرضي عنهم وصفاتهم وطريقتهم، فعلى هذه الوجوه يكون ما قاله علي من هذا القبيل» «2».
وروى العلامة المجلسي عن ابن عباس قال: «قال لي علي عليه السّلام يا ابن عباس إذا صليت العشاء الاخرة فالحقني إلى الجبان «3»، قال: فصلّيت ولحقته، وكانت ليلة مقمرة، قال: فقال لي: ما تفسير الالف من الحمد، والحمد جميعاً؟
قال: فما تفسير اللام من الحمد قال: فقلت لا اعلم، قال تكلم في تفسيرها ساعة تامة، ثم قال فما تفسير الحاء من الحمد؟ قال: فقلت لا اعلم، قال: تكلم في تفسيرها ساعة تامة ثم قال لي: فما تفسير الميم من الحمد؟ قال: فقلت لا اعلم، قال: فتكلم في تفسيرها ساعة، ثم قال: فما تفسير الدال من الحمد؟ قال: قلت لا ادري، فتكلم فيها إلى أن برق عمود الفجر، قال، فقال لي: قم يا ابن عباس إلى منزلك فتأهب لفرضك، فقمت وقد وعيت كل ما قال، قال: ثم تفكرت فإذا علمي