صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أقسمت أو حلفت ان لا أضع ردائي على ظهري حتى أجمع ما بين اللوحين، فما وضعت ردائي على ظهري حتى جمعت القرآن» «1».
وروى ابن النديم باسناده عن عبد خير عن علي عليه السّلام «انّه رأى من الناس طيرة عند وفاة النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فأقسم انه لا يضع عن ظهره رداءه حتى يجمع القرآن، فجلس في بيته ثلاثة ايام حتى جمع القرآن. فهو أول مصحف جمع فيه القرآن من قلبه، وكان المصحف عند أهل جعفر، ورأيت أنا في زماننا عند أبي يعلى حمزة الحسني رحمه اللَّه مصحفاً قد سقط منه اوراق بخط علي ابن أبي طالب يتوارثه بنو حسن على مر الزمان» «2».
وروى العلامة المجلسي باسناده عن سليم بن قيس الهلالي، قال: «سمعت عليّاً عليه السّلام يقول: ما نزلت على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم آية من القرآن الّا أقرأنيها وأملاها عليّ فكتبتها بخطي وعلمني تأويلها وتفسيرها، وناسخها ومنسوخها، ومحكمها ومتشابهها، ودعا اللَّه عزّوجل ان يعلمني فهمها وحفظها. فما نسيت آية من كتاب اللَّه عزّوجل ولا علماً أملاه علي فكتبته وما ترك شيئاً علمه اللَّه عزّوجل من حلال، ولا حرام، ولا أمر، ولا نهي، وما كان أو يكون من طاعة او معصية الّا علمنيه وحفظته، فلم أنس منه حرفاً واحداً. ثم وضع يده على صدري ودعا اللَّه تبارك وتعالى بأن يملأ قلبي علماً وفماً، وحكمة ونوراً، ولم أنس من ذلك شيئاً ولم يفتني من ذلك شي ء لم اكتبه فقلت: يا رسول اللَّه أتتخوف علي النسيان فيما بعد؟ فقال عليه السّلام لست اتخوف عليك نسياناً ولا جهلًا، وقد