قال ابن أبي الحديد: «ومن العلوم علم تفسير القرآن وعنه أخذ ومنه فرع، وإذا رجعت إلى كتب التفسير علمت صحة ذلك، لأن أكثره عنه وعن عبد اللَّه بن عباس، وقد علم الناس حال ابن عباس في ملازمته له وانقطاعه إليه وانه تلميذه وخريجه وقيل له: اين علمك من علم ابن عمك؟ فقال: كنسبة قطرة من المطر إلى البحر المحيط» «1».
روى محمّد بن رستم باسناده عن أنس عن رسول اللَّه أنه قال لعلي: «أنت أخي ووزيري وخير من أخلّف بعدي وتقضي ديني وتنجز موعدي وتبيّن لهم ما اختلفوا فيه من بعدي، وتعلّمهم من تأويل القرآن ما لم يعلموا، وتجاهدهم على التأويل كما جاهدتهم على التنزيل» «2».
قال الزرندي: «قال الشعبي: ما كان أحد من هذه الأمة اعلم بما بين اللوحين وبما أنزل على محمّد صلّى اللَّه عليه وآله من علي» «3».
وروى ابن عساكر باسناده عن سيف بن وهب، قال: «دخلت على رجل بمكة يكنى أبا الطفيل، فقال: أقبل علي بن أبي طالب ذات يوم حتى صعد المنبر فحمد اللَّه واثنى عليه، ثم قال: يا أيّها الناس سلوني قبل ان تفقدوني. فواللَّه ما بين لوحي المصحف آية تخفى علي، فيما أنزلت ولا اين نزلت ولا ما عني بها» «4».
وروى باسناده عنه قال: «سمعت علياً وهو يخطب الناس فقال: يا أيّها الناس سلوني فانكم لا تجدون احداً بعدي هو اعلم بما تسألونه منّي، ولا تجدون احداً اعلم بما بين اللوحين مني، فسلوني» «5».