القبلتين، وبايع البيعتين، واعطي السبطين وهو أبو السبطين الحسن والحسين، وردّت عليه الشمس مرتين بعدما غابت عن الثقلين، وجرد السيف تارتين، وهو صاحب الكرتين، فمثله في الأمة مثل ذي القرنين، ذاك مولاي علي بن أبي طالب» «1».
وروى الكنجي باسناده عن أبي ذر الغفاري، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «ترد علي الحوض راية أميرالمؤمنين وامام الغر المحجلين، فأقوم فآخذ بيده فيبيض وجهه ووجوه اصحابه. وأقول: ما خلفتموني في الثقلين بعدي؟ فيقولون: تتبعنا الأكبر وصدقناه ووازرنا الأصغر ونصرناه، وقاتلنا معه، فأقول: ردوا رواء مرويين فيشربون شربة لا يظمأون بعدها أبداً، وجه امامهم كالشمس الطالعة ووجوههم كالقمر ليلة البدر أو كأضوأ نجم في السماء.
وفي هذا الخبر بشارة ونذارة من النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، أما البشارة، فلمن آمن باللَّه عزّوجل ورسوله، واحب أهل بيته، وأما النذارة فلمن كفر باللَّه ورسوله، وابغض أهل بيته، وقال ما لا يليق بهم، ورأى رأي الخوارج أو رأي النواصب، وهو بشارة لمن أحب أهل بيته، فانه يرد الحوض ويشرب منه ولا يظمأ أبداً، وهو عنوان دخول الجنة، ومن منع من ورود الحوض لا يزال في ظمأ وذلك عنوان دوام العطش وحرمان دخول جنة المأوى.
وأما الثقلان فاحدهما كتاب اللَّه عزّوجل، والآخر عترة النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وأهل بيته، وهما اجل الوسائل واكرم الشفعاء عند اللَّه» «2».
وروى الذهبي باسناده عن ابن عباس: «ستكون فتنة فمن ادركها فعليه