القراء وغيرهم، فلحقوا بحرُوراء- قربة من قرى الكوفة- وجعلوا عليهم شبث بن ربعي التميمي، وعلى صلاتهم عبداللَّه بن الكواء اليشكري من بكر بن وائل، فخرج علي اليهم وكانت له معهم مناظرات، فدخلوا جميعاً الكوفة وانما سموا الحرورية لاجتماعهم في هذه القرية وانحيازهم اليها» «١».
وقال أيضاً: «لما قدم علي الكوفة جعلت الحرورية تناديه وهو على المنبر:
جزعت من البلية ورضيت بالقضية، وقبلت الدنية، لا حكم الا للَّه، فيقول: حكم اللَّه انتظر فيكم، فيقولون «وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ» «٢» فيقول علي: فاصبر ان وعد اللَّه حق، «وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ» «3».
قال ابن الأثير: «وخطب علي ذات يوم فحكمت المحكمة في جوانب المسجد، فقال علي: اللَّه أكبر كلمة حق أريد بها باطل! إن سكتوا غممناهم، وان تكلموا حججناهم، وان خرجوا علينا قاتلناهم، فوثب يزيد بن عاصم المحاربي، فقال: الحمد للَّه غير مودع ربنا ولا مستغنى عنه، اللّهم إنا نعوذ بك من اعطاء الدنية في ديننا، فان اعطاء الدنية في الدين ادهانٌ في أمر اللَّه وذل راجع بأهله إلى سخط اللَّه، يا علي أبا لقتل تخوفنا؟ أما واللَّه اني لأرجو ان نضربكم بها عما قليل غير مصفحات، ثم لتعلم أينا أولى بها صلياً، ثم خرج هو وأخوة له ثلاثة فأصيبوا مع الخوارج بالنهر وأصيب أحدهم بعد ذلك بالنخيلة ثم خطب علي يوماً آخر فقام رجل فقال: لا حكم الا للَّه: ثم توالى عدة رجال يحكمون فقال علي: اللَّه أكبر، كلمة