بعضهم. فلما رأوا الخوارج لم يعبروا كبروا وأخبروا علياً بحالهم، فقال: واللَّه ما كذبت ولا كذّبت» «1».
وروى ابن أبي الحديد عن أبي عبيدة: «استنطقهم علي عليه السّلام بقتل عبداللَّه بن خباب فأقروا به فقال: انفردوا كتائب لا سمع قولكم كتيبة كتيبة، فكتبوا كتائب، واقرت كل كتيبة بمثل ما اقرت به الأخرى، من قتل ابن خباب، وقالوا:
ولنقتلنك كما قتلناه، فقال علي: واللَّه لو أقر أهل الدنيا كلهم بقتله هكذا وأنا أقدر على قتلهم به لقتلتهم، ثم التفت إلى أصحابه، فقال لهم شدوا عليهم، فأنا أول من يشد عليهم، وحمل بذي الفقار حملة منكرة ثلاث مرات، كل حملة يضرب به حتى يعوج متنه ثم يخرج فيسويه بركبتيه، ثم يحمل به حتى افناهم» «2».
روى ابن المغازلي باسناده عن مسروق قال: «قالت عائشة يا مسروق انك من ولدي وانك من احبهم الي فهل عندك علم من المخدج؟ قال: قلت: نعم قتله علي بن أبي طالب على نهر يقال لأعلاه تامراً ولأسفله النهروان بين حقايق وطرفاء. قالت: أبغنى على ذلك بينة فأتيتها بخمسين رجلًا من كل خمسين بعشرة- وكان الناس اذ ذاك أخماساً- يشهدون أن علياً عليه السّلام قتله على نهر يقال لأعلاه تامراً ولأسفله النهروان بين حقائق وطرفاء، فقلت: يا امّه. أسألك باللَّه وبحق رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وبحقي- فاني من ولدك- أيّ شي ء سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول فيه؟ قالت: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: هم شر الخلق والخليقة. يقتلهم خير الخلق والخليقة.
وأقربهم عند اللَّه وسيلة» «3».