منازلهم، غير محاربين ولا منابذين ولا لأمره مخالفين، فرضوا بالكف عنهم، وكان الحكم فيهم رفع السيف اذ لم يطلبوا عليه اعواناً. وأهل صفين كانوا يرجعون إلى فئة مستعدة، وإمام منتصب، يجمع لهم السلاح ويسنى لهم الأعطية ويقسم لهم الأموال ويجبر كسيرهم ويحمل راجلهم ويردهم، فيرجعون إلى الحرب، وهم إلى امامته منقادون ولرأيه متبعون، ولغيره مخالفون ولامامته تاركون، ولحقّه جاحدون، وبانه يطلب ما ليس له قائلون، فاختلف الحكم لما وصفنا، وتباين حكماهما لما ذكرنا، ولكل فريق من السائل والمجيب كلام يطول ذكره ويتسع شرحه» «1».
(٥٧٠)