وروى ابن حجر باسناده عن سهل «ان النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وجد علياً مضطجعاً في المسجد، وقد سقط رداءه عن شقه فأصابه تراب، فجعل النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يمسحه عنه ويقول: قم أبا تراب، فلذلك كانت هذه الكنية أحبّ الكنى اليه، لأنه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم كناه بها» «1».
قال البلاذري: «وكنّاه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أبا تراب وكان يقول: هي أحبّ كنيتي اليّ، وقد اختلفوا في سبب تكنيته بأبي تراب، فقال بعضهم: مرّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في غزاة وكان هو وعمّار بن ياسر نائمين على الأرض، فجاء ليوقظهما فوجد علياً قد تمرغ في البوغاء، فقال له:
اجلس يا أبا تراب» «2».
وروى الكنجي باسناده عن سماك بن حرب، قال: «قلت لجابر بن عبد اللَّه:
ان هؤلاء القوم يدعونني إلى شتم علي بن أبي طالب. قال: وما عسيت ان تشتمه به قال: اكنيه بأبي تراب قال: فواللَّه ما كانت لعلي كنية أحب إليه من أبي تراب، ان النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم آخى بين الناس ولم يواخ بينه وبين أحد، فخرج مغضباً حتى أتى كثيباً من رمل فنام عليه، فأتاه النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فقال: قم يا أبا تراب، أغضبت أن آخيت بين الناس ولم أواخ بينك وبين أحد؟
قال: نعم، قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: أنت أخي وأنا أخوك» «3».