تعالى حكاية عن يعقوب «مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي» «1» الآية وإسماعيل كان عمه.
إلى غير ذلك من الاشياء الشريفة التي شابهه وناظره فيها وتعذر استقصاؤها ههنا، ومن يكون مشاكلًا ومضاهياً للرسول صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في هذه المراتب العظيمة الجليلة، لاريب في انّه يكون احق بالخلافة واجدر ممّن لم يحصل له شي ء من هذه أو بعضها، وهذا ظاهر لمن تأمّله، بين لمن تدبره. ان شاء اللَّه سبحانه» «2».
أقول: كون أمير المؤمنين عليه السلام أخاً لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله ثابت بالأحاديث القطعية من طرق الفريقين، ومن الأدلّة الثابتة المشهورة على ذلك حديث المؤاخاة الذي نصّ كبار علماء أهل السنّة عليه، حتى أنّ غير واحدٍ منهم ردّ على ابن تيميّة تكذيبه له «3» مع الإصرار على ذلك، لعلمه ذلك على فضيلةٍ خاصّةٍ بعلي، وابن تيمية ممّن يرى أن الأفضلية توجب الامامة- فمثلًا: يقول الحافظ ابن حجر العسقلاني بعد نقل حديث المؤاخاة برواية الواقدي وابن سعد وابن إسحاق وابن عبد البر والسهيلي وابن كثير وغيرهم: «وأنكر ابن تيميّة في كتاب الردّ على ابن المطهّر الرافضي المؤاخاة بين المهاجرين وخصوصاً مؤاخاة النبي لعلي، قال: لأن المؤاخاة شرّعت لإرفاق بعضهم بعضاً ولتأليف قلوب بعضهم على بعض، فلا معنى لمؤاخاة النبي لأحدٍ منهم ولا مؤاخاة مهاجري لمهاجري.
وهذا ردّ للنص بالقياس وإغفال عن حكمة المؤاخاة ...» «4».