فمقتضى القاعدة هو الرّجوع إلى القرائن المعيّنة للمعنى المقصود منه في الحديث، وعندما نرجع إلى ألفاظ حديث الغدير وما تشتمله الروايات المختلفة الكثيرة نجد القرائن القويّة الداخلية والخارجية، المعيّنة للمقصود- وهو الأولوية- بحيث لا يبقى مناصٌ للباحث المنصف من الإذعان بذلك، فلنشر إلى طائفةٍ من تلك القرائن بإيجاز:
١- نزول الآيات القرآنية قبل الحديث وبعده، والعمدة فيها قوله تعالى قبل الخطبة«يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ...» وقوله بعدها: «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ...».
٢- اعتراض الأعرابي وكلامه ونزول قوله تعالى : «سَأَلَ سَائِلٌ ...» في ذلك.
٣- شعر حسّان بن ثابت، المذكور.
٤- شعر قيس بن سعد بن عبادة المذكور.
٥- شعر أمير المؤمنين عليه السّلام.
٦- مناشدة أمير المؤمنين بحديث الغدير، أكثر من مرة.
٧- تسليم جماعة من الصحابة- وعلى رأسهم أبو أيوب الأنصاري- على الامام بلفظ: «السلام عليك يا مولانا» إستناداً إلى حديث الغدير.
٨- قول النبي في أوّل الحديث: «ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم» مشيراً إلى قوله تعالى : «النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ» فلمّا أجابوا بالإيجاب قال:
«فمن كنت مولاه فعلي مولاه».
9- تهنئة كبار الصحابة- وعلى رأسهم أبو بكر وعمر- قائلين: «بخ بخ لك يا ابن أبي طالب، أصبحت مولانا ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة».
10- فهم غير واحدٍ من الصحابة معنى «الأولوية» من حديث الغدير.
فهذه عشرة من القرائن، وهناك أمور غيرها، فمن شاء فليرجع إلى الكتب المطوّلة في الباب.