وسلّم، لقد صليت قبل أن تصلي الناس» «1».
قال ابن أبي الحديد: «فكان علي عليه السّلام في حجر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم منذ كان عمره ست سنين، وكان ما يسدي إليه صلوات اللَّه عليه من احسانه وشفقته وبرّه وحسن تربيته كالمكافأة والمعاوضة لصنيع أبي طالب به حيث مات عبد المطلب وجعله في حجره، وهذا يطابق قوله عليه السّلام: لقد عبدت اللَّه قبل أن يعبده أحد من هذه الأُمة سبع سنين، وقوله: كنت اسمع الصوت وابصر الضوء سنين سبعاً ورسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم حينئذ صامت ما اذن له في الانذار والتبليغ، وذلك لأنه إذا كان عمره يوم اظهار الدعوة ثلاث عشرة سنة وتسليمه إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم من أبيه وهو ابن ست، فقد صح انّه كان يعبد اللَّه قبل الناس بأجمعهم سبع سنين، وابن ست تصح منه العبادة إذا كان ذا تمييز، على ان عبادة مثله هي التعظيم والإجلال وخشوع القلب واستخذاء الجوارح إذا شاهد شيئاً من جلال اللَّه سبحانه وآياته الباهرة» «2».
وروى الهيثمي عن أبي رافع، قال: «صلّى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يوم الاثنين، وصلّت خديجة يوم الاثنين من آخر النهار، وصلّى علي يوم الثلاثاء، فمكث علي يصلي مستخفياً سبع سنين واشهراً قبل أن يصلي احد» «3».
وروى الوصابي عن ابن عمر قال: «قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أول من صلى معي عليّ بن أبي طالب عليه السّلام» «4».