من الموجودية المطلقة، والمجموع من هذه الأبحاث هو الذي نسميه:
(الفلسفة) (1).
وقد تبين بما تقدم:
أولا: أن الفلسفة أعم العلوم جميعا، لأن موضوعها أعم الموضوعات، وهو (الموجود) (2) الشامل لكل شئ (3). فالعلوم جميعا تتوقف عليها في ثبوت موضوعاتها. وأما الفلسفة فلا تتوقف في ثبوت موضوعها على شئ من العلوم، فإن موضوعها الموجود العام الذي نتصوره تصورا أوليا ونصدق بوجوده كذلك، لأن الموجودية نفسه.
وثانيا: أن موضوعها لما كان أعم الأشياء ولا ثبوت لأمر خارج منه كانت المحمولات المثبتة فيها إما نفس الموضوع، كقولنا: (إن كل موجود فإنه - من حيث هو موجود - واحد أو بالفعل)، فإن الواحد وإن غاير الموجود مفهوما لكنه عينه مصداقا، ولو كان غيره كان باطل الذات غير ثابت للموجود، وكذلك ما بالفعل، وإما ليست نفس الموضوع، بل هي أخص منه، لكنها ليست غيره، كقولنا:
(إن العلة موجودة) فإن العلة وإن كانت أخص من الموجود لكن العلية ليست حيثية خارجة من الموجودية العامة، وإلا لبطلت.
وأمثال هذه المسائل مع ما يقابلها تعود إلى قضايا مرددة المحمول، تساوي