الفردي، فما لم يتلبس بالوجود الخارجي لم يتم ولم يكن له شئ من الشؤون الوجودية، فما معنى عد الفصل علة له؟
قيل (1): المراد بتحصله بالفصل ثبوته التعقلي و كينونته ماهية تامة نوعية، والذي يكتسبه بالوجود الفردي هو تحقق الماهية التامة تحققا تترتب عليه الآثار الخارجية. فالذي يفيده الفصل هو تحصل الماهية المبهمة الجنسية وصيرورتها ماهية نوعية تامة، والذي يفيده الوجود الفردي هو تحصل الماهية التامة وصيرورتها حقيقة خارجية تترتب عليها الآثار.
فتبين بما مر:
أولا: أن الجنس هو النوع مبهما، والفصل هو النوع محصلا، والنوع هو الماهية التامة من غير نظر إلى إبهام أو تحصل.
وثانيا: أن كلا من الجنس والفصل محمول على النوع حملا أوليا، وأما النسبة بين الجنس والفصل أنفسهما فالجنس عرض عام للفصل والفصل خاصة للجنس، والحمل بينهما حمل شائع.
وثالثا: أن من الممتنع تحقق أكثر من جنس واحد في مرتبة واحدة في ماهية نوعية واحدة (2)، وكذا تحقق أكثر من فصل واحد في مرتبة واحدة في ماهية نوعية واحدة (3)، لاستلزامه كون الواحد بعينه كثيرا، وهو محال.
ورابعا: أن الجنس والمادة متحدان ذاتا ومختلفان اعتبارا، فالمادة إذا أخذت لا بشرط كانت (جنسا)، والجنس إذا أخذ بشرط لا كان (مادة). وكذلك الفصل والصورة متحدان ذاتا ومختلفان اعتبارا، فالفصل بشرط لا صورة، كما أن الصورة