كانت داخلة تحتها وهي في الخارج تترتب عليها آثارها، وإنما لها من المقولة مفهومها فقط، فالإنسان الذهني وإن كان هو الجوهر الجسم النامي الحساس المتحرك بالإرادة الناطق، لكنه ليس ماهية موجودة لا في موضوع بما أنه جوهر، ولا ذا أبعاد ثلاثة بما أنه جسم، وهكذا في سائر أجزاء حد الإنسان، فليس له إلا مفاهيم ما في حده من الأجناس والفصول من غير ترتب الآثار الخارجية، ونعني بها الكمالات الأولية والثانوية، ولا معنى للدخول والاندراج تحت مقولة إلا ترتب آثارها الخارجية، وإلا فلو كان مجرد انطباق مفهوم المقولة على شئ كافيا في اندراجه تحتها كانت المقولة نفسها مندرجة تحت نفسها لحملها على نفسها، فكانت فردا لنفسها، وهذا معنى قولهم: (إن الجوهر الذهني جوهر بالحمل الأولي لا بالحمل الشائع) (1).
وأما تقسيم المنطقيين الأفراد إلى ذهنية وخارجية (2) فمبني على المسامحة تسهيلا للتعليم.
ويندفع بما مر إشكال أوردوه على القول بالوجود الذهني (3)، وهو أن الذاتيات منحفظة على القول بالوجود الذهني، فإذا تعقلنا الجوهر كان جوهرا نظرا إلى انحفاظ الذاتيات، وهو بعينه عرض، لقيامه بالنفس قيام العرض بموضوعه، فكان جوهرا وعرضا بعينه، واستحالته ظاهرة.