وأنكر الوجود الذهني قوم (1)، فذهب بعضهم (2) إلى أن العلم إنما هو نوع إضافة من النفس إلى المعلوم الخارجي.
وذهب بعضهم (3) - ونسب إلى القدماء (4) - إلى أن الحاصل في الذهن عند العلم بالأشياء أشباحها المحاكية لها، كما يحاكي التمثال لذي التمثال مع مباينتهما ماهية.
وقال آخرون (5) بالأشباح مع المباينة وعدم المحاكاة. ففيه خطأ من النفس غير أنه خطأ منظم لا يختل به حياة الإنسان، كما لو فرض إنسان يرى الحمرة خضرة دائما فيرتب على ما يراه خضرة آثار الحمرة دائما.
والبرهان على ثبوت الوجود الذهني أنا نتصور هذه الأمور الموجودة في الخارج - كالإنسان والفرس مثلا - على نعت الكلية والصرافة، ونحكم عليها بذلك، ولا نرتاب أن لمتصورنا هذا ثبوتا ما في ظرف وجداننا، وحكمنا عليه بذلك، فهو موجود بوجود ما، وإذ ليس بهذه النعوت موجودا في الخارج لأنه فيه على نعت الشخصية والاختلاط فهو موجود في ظرف آخر لا تترتب عليه فيه آثاره الخارجية ونسميه: (الذهن).