الإلهية من الله بلا حجاب من عقل أو حس فان تصرف الحس وما يجرى مجراه لما كان فيما هو من عالم الخلق والتقدير وتصرف العقل لما كان فيما هو من عالم الامر والتدبير فالذي يكون فوق الخلق والامر جميعا فهو محتجب عن الحس والعقل جميعا فلا يدرك نور الحق الا بنور الحق ولا ينال الا بقوة من له الامر والخلق كما ورد عن أبي عبد الله ع قال قال أمير المؤمنين ع اعرفوا الله بالله (1) والرسول بالرسالة (2) وأولي الأمر بالامر بالمعروف (3) الحديث.
وللدلالة على تفاوت المقامات قال تعالى في صفه القرآن انه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه الا المطهرون تنزيل من رب العالمين فذكر له أوصافا متعددة بحسب درجاته ومقاماته أولها وأعلاها الكرامة عند الله وأدناها التنزل إلى هذا العالم من عند رب العالمين ولا شك ان كلام الله من حيث هو كلامه قبل النزول إلى عالم الامر وهو اللوح المحفوظ وقبل نزوله إلى عالم السماء الدنيا وهو لوح المحو والاثبات ونزوله إلى عالم الخلق والتقدير له مقام شامخ الهي ومرتبه رفيعه لا يعلم الا الله ولا يدركه أحد من الأنبياء ع الا في مقام الأحدية عند انسلاخه عن القيود الامكانية وتجرده عن الكونين وخروجه عن النشأتين وتجاوزه عن العالمين الخلق والامر وبلوغه