وبرزت الجحيم لمن يرى أن يرى المحسوس بغير الحس محسوسا بعين الخيال فيرى الغيب شهادة في حقه وهذا مما تواتر نقله وتكاثر وقوعه ومما اتفقت روايته من هذه الآية ان رسول الله ص خرج يوما وبيده كتابان مطويان قابض بكل يد على كتاب فسال أصحابه أتدرون ما هذان الكتابان فأخبرهم بان في الكتاب الذي بيده اليمنى أسماء أهل الجنة وأسماء آبائهم وقبائلهم وعشائرهم من أول من خلقه الله إلى يوم القيمة وفي الكتاب الاخر الذي بيده اليسرى أسماء أهل النار وأسماء آبائهم وقبائلهم وعشائرهم من أول من خلقه الله إلى يوم القيمة الحديث.
فمن هيهنا مع ما تقدم من كيفية نزول الوحي والكتاب على الأنبياء ع يعلم الفرق بين كتابه الله وكتابه المخلوق إذ لو حاول المخلوق ان يكتب هذه الأسماء على ما هي عليه في ذينك الكتابين لم يقدر عليها ولا يمكن أيضا إذ ما قام بذلك ولم يف به كل ورق في العالم ومن هذا القبيل كتاب الجفر والجامعة الموجود عند الأئمة الطاهرين من أهل البيت سلام الله عليهم أجمعين قد ورثه خلف عن سلف إلى زمان ظهور المهدى ع وذلك لان فيه كل حلال وحرام وكل شئ يحدث إلى يوم القيمة وكلما يحتاج اليه الانسان حتى الأرش في الخدش.
ومما حكى أيضا في هذا الباب عن بعض البله من أهل الحاج انه لقى رجلا وهو يطوف طواف الوداع فاخذ ذلك الرجل يمازح هذا الأبله هل اخذت برائتك من النار فقال الأبله وهل اخذ الناس ذلك قال له نعم فبكى ذلك الأبله ودخل الحجر وتعلق بأستار الكعبة وجعل يبكى ويطلب من الله ان يعطيه كتابه عتقه من النار فجعل الناس وأصحابه يلومونه ويعرفونه ان فلانا مزح معك وهو لا يصدقهم وكان مستمرا على حاله فبينا هو كذلك إذ سقطت عليه ورقه من الجو من جهة الميزاب فيها مكتوب عتقه من النار فسر بها وأوقف الناس عليها وكان من آية ذلك الكتاب انه يقرء في كل ناحية على السواء لا يتغير كلما قلبت الورقة انقلبت الكتابة لانقلابها فعلم الناس انه آية من عند الله والحكايات والآثار في هذا الباب كثيره ذكرها يؤدى إلى الاطناب.
فان قلت لو كان الفرق بين كتابه الخالق وكتابه المخلوق ما أشرت اليه آنفا من