واما ما ذكره بعض المتكلمين من أن الحكماء يقولون إن صدور هذا العالم عن الواجب لذاته في وقت مخصوص ليس أولى من صدوره في وقت آخر غيره قبله أو بعده فلا يوجد في ذلك الوقت المخصوص فلم يصب (1) في هذا النقل عنهم فان الحكماء متفقون على أن الواجب تعالى متقدم على جميع الممكنات تقدما ذاتيا والوقت المذكور من جمله الممكنات فإنه مقدار حركة الدورية الفلكية عندهم وعندنا مقدار الوجود الطبيعي المتجدد بنفسه فلا يتقدم على جميع الممكنات وكذا حركة وموضوعها والا لزم ان يتقدم الشئ على نفسه وهو محال هذا ما قيل وستسمع منا كلاما في تقدم الباري تعالى على جميع الممكنات تقدما زمانيا.
تذكره وتسجيل ولا يمكن لاحد ان يقول إن الإرادة القديمة (2) أوجبت وجود العالم في الوقت الذي أوجده فيه وقبل ذلك الوقت لم يكن الإرادة القديمة موجبه لوجوده كما انا إذا أردنا ان نفعل فعلا مخصوصا بعد سنه فان الإرادة الموجودة الان يقتضى وجود ذلك المراد بعد سنه ولا يقتضى وجوده في الحال فان هذا أيضا محال فإنه ليس قبل جميع الممكنات شئ يوجب (3) حصول المراد كالحال في المراد الذي