الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٣ - الصفحة ٣٠٥
يتحصل بعد سنه فان هناك أحوالا متجددة مانعه من حصول المراد الا بعد السنة فلو فرض ان هذا المريد كان قادرا على تحصيل مراده الذي اراده فيما بعد السنة في الحال الذي كان يريده باحضار ذلك المراد مع وقته الذي كان قدره فيه لكان محضرا إياه مع ذلك الوقت بلا انتظار ولا امهال وليس قبل وجود العالم الا العدم البحت الصريح وهو متشابه الأحوال في جواز تعلق الإرادة به فيستحيل ان يتميز فيه الوقت الذي تعلقت به الإرادة القديمة عن وقت آخر يماثله وكما أمكن تعلق الإرادة بهذا الوقت فتعلقها بالوقت الذي قبل هذا الوقت أيضا (1) ممكن فما الذي أوجب تعلق الإرادة بهذا الوقت الممكن دون غيره وما الذي ميزه عن غيره من الأوقات في تعلق الإرادة والشئ لا يتميز عن غيره الا بمخصص ولا مخصص في العدم الصرف كما عرفته غير مره.
فظهر بما ذكرنا (2) دوام جود الجواد المطلق وأزلية صنع الصانع الحق وإفاضته

(١) لكن المراد بالوقت الذي قبله أو غيره افراد ماهية الوقت المعدومة في الخارج الموجودة في الذهن س قده (٢) ومحصله عدم انقطاع الفيض عن العالم الطبيعي مع حدوث اجزائه بالحركة الجوهرية المستتبعة لتبدل وجودها وتجدده حينا بعد حين وان دام وجود كلياته كالأفلاك والكواكب و كليات العناصر الأربعة وكليات الأنواع المركبة المحفوظة بتعاقب الافراد كالانسان وسائر الأنواع الحيوانية والنباتية.
والبيان وإن كان مبنيا على المصادرات المأخوذة من علمي الطبيعة والهيئة على ما افترضه القدماء من علمائهما في ترتيب الخلقة من القول بأفلاك دائمة الوجود والحركات ودوام ما فيها من الحركات والعناصر الأربعة الكلية في جوف فلك القمر ودوام وجودها ووجود الأنواع المركبة الأرضية بتعاقب الافراد وقد اتضح أخيرا فساد هذه الافتراضات وأيد ذلك التجاريب الدقيقة المعقدة وتحقق ان الأرض وأخواتها الثلاث مركبات من عناصر شتى وكذا الاجرام العلوية مركبات وان لهذه الاجرام الجوية كالأرض وسائر الكواكب والنجوم اعمارا محدوده وان كانت طويله وان الزمان الذي كانوا ينمبون رسما إلى حركة اليومية أعني حركة الفلك المحدد هو مقدار حركة الأرض الوضعية وبشرية زمان حركة الأرضية.
الانتقالية حول الشمس لكن كلامه ره تام.
وان اعرضنا عن المصادرات السابقة وبدلناها من الافتراضات الحديثة فان الطبيعة الكلية العالمية بحركتها في جوهرها ورسمها زمانا متغيرا مستمرا تستدعى حدوث العالم حينا بعد حين ولا محذور في القول بدوام الفيض مع تبدل الخلقة بانقراض نوع أو أنواع أو كينونه عالم جديد عن فناء صوره عالم آخر بالدوام والاستمرار من دون ان ينقطع الفيض الإلهي وهناك عده روايات مرويه عن أئمة أهل البيت ع تؤيد ذلك وتدل على أن الله سبحانه لم يزل يخلق خلقا بعد خلق وعالما بعد عالم ولن يزال على ذلك فليس في الطبائع الوجودية زماني أزلي لا أول لزمان وجوده.
واما المادة الأولى وطبيعة الكل التي هي مادة ثانيه للطبائع النوعية فهما أمران مبهمان تعينهما بالطبائع النوعية التي هي حوادث زمانية.
واما المجرد فوجوده خارج عن الزمان غير منطبق عليه وقد أخطأ من توهم ان للواجب تعالى أو لأي مجرد وجودا منطبقا على امتداد الزمان غير المتناهي في البداية والنهاية وقد تقدمت الإشارة اليه وستجئ ط مد ظله
(٣٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 300 301 302 303 304 305 306 307 308 309 310 ... » »»
الفهرست