المقدمات الحقه لنتائجها ولو لم يكن الانتاج للشكل الأول مثلا ضروريا ولا النتيجة لازمه للمقدمتين على الهيئة المخصوصة فلا يحصل يقين في العالم وإذ لا يقين فلا علم وإذ لا علم فلا اعتماد ولا وثوق على تحقق شئ ولا اطمينان ولا غرض ولا غاية ولا رجوع ولا عود بل يكون الأديان والمذاهب والمساعي كلها هباء وهدرا إذ يمكن ترتب الفائدة المنظورة على خلاف هذا الذهاب والسعي أو نقيض الفائدة المنظورة على هذا الذهاب والسعي ولا يسئل عما يفعل وهذا الرأي قريب من آراء السوفسطائية.
والثانية القائلون بهما الملتزمون لنفى الترجيح بلا مرجح.
فبعضهم أثبت للواجب صفه زائده على ذاته كالعلم والإرادة والحياة والقدرة وغير ذلك الا انهم يقولون (1) السبب في ايجاد العالم انما هو الإرادة فلا بد من مخصص فبعضهم جعل المخصص مصلحة تعود إلى العالم وقد علمت في أوائل مباحث العلة والمعلول ان ذلك باطل وما ادرى اي مصلحة (2) لاحد في أن لا يكون قبل عدد مخصوص من دورات الفلك دورات أخرى كثيره وجودها قبل وجود العالم وبعضهم جعل المخصص ذات الوقت وهذا أيضا باطل إذ وجود المخصص مقدم (3) على وجود المتخصص به