يمكن أن يكون هو ذلك المرغوب لكي يرجو أخذه أو يجب أن يكون هو فيطلبه أو يمتنع أن يكون هو فيعرض عنه وهكذا حاله إذا أريته شيئا وخوفته بأنه مما يؤذيه وعلى ذلك يجري شعور الحيوانات فيما ترغب فيه وتحذر منه.
وإنك أنت بذاتك اعتمدت في كلامك وبيانك على الامكان والوجوب والامتناع في مثالك بالصوف والچوخ فإن الوجوب هو معنى قولك (ومن الضروري يكون) والامكان هو معنى قولك (ميسور) وإن ديمقراط وأصحابه بنوا نظرياتهم على إمكان الخلاء و (طمسن) وأصحابه بنوا نظرياتهم في الأثير على امتناع الخلاء.
فهل لك يا رمزي عداوة شخصية مع الألفاظ والامكان والوجوب والامتناع. أفلا يلزم الانسان أن يكون حر العلم والكلام.
رمزي. إنك إذا سمعت كلام الإلهيين في الإلهيات تضجر كثيرا من قولهم ممكن. واجب. ممتنع. إمكان عام. إمكان خاص. وجوب بالذات. وجوب بالعرض. امتناع بالذات. امتناع بالعرض. أما إني أضجر كثيرا إذ يكررون هذه الألفاظ. أما عندهم غير هذا يا ترى؟
عمانوئيل: إن لكل صناعة ولكل فن مواضيع وأدوات خاصة ولا بد لمن يتكلم في مباحث تلك الصناعة وعملياتها أن يكثر من ذكر آلاتها حسب اقتضاء العمليات فالنجار إذا تكلم في نجارته يكثر في كلامه.
خشب. مسمار. فاس. منشار كبير. منشار متوسط. منشار صغير.
منشار مظهر. مثقب كبير. مثقب متوسط. مثقب صغير. مثقب برغي.
مبرد. رندة كبيرة. رندة صغيرة.
وهكذا ولا تسمعه يقول في عملية النجارة سدا. لحمة. فحم.
منفاخ - والكيمياوي إذا تكلم في العمليات الكيمياوية يكثر في كلامه تكرار قوله أكسجين. هيدروجين. نتروجين. كلور. كربون. صوديوم فصفور. غاز وهكذا ولا تسمعه يقول في عمليته بنك حوالة سعر القماش