الشيخ: هذا مستحيل بالبداهة كما ذكرت ومن ذا الذي يقول به.
كلا.
وإنما نقول: إن الجواهر الفردة والأثير لو كانا موجودين لكانا حادثين موجودين بعد عدمهما بإبداع الإله الموجود الأزلي القادر فأين لزوم المحال في حدوثهما.
الدكتور: إن حدوث الوجود بعد العدم مستحيل.
الشيخ: عجبا يا صاحب العلم التجريبي كيف تدعي هذه الدعوى وأنت في كل ساعة ترى ألوفا من الموجودات قد حدثت بعد العدم.
ألا ترى الانسان.
أوليس أقرب عهوده أنه نزل منيا في رحم أمه ثم صار علقة دم ثم صار إنسانا ذا أعضاء وحواس وشعور وعلم أين كان المني الذي نشأ منه حينما كان جده وجدته منيا؟
أولا ترى سائر الحيوان أولا ترى الشجر والنبات كيف يحدث بعد عدمه.
أولا ترى سائر الموجودات في العالم مما تعرف وجوده بعد عدمه.
فكيف تقول: إن حدوث الوجود بعد العدم مستحيل.
الدكتور: لا أقدر أنا وكل ذي شعور على إنكار ما تذكره وكيف يجحد ما هو مشاهد معلوم لكل أحد ومنه نعلم بالبداهة أنه ليس بين الوجود والحدوث مضادة ولكن خصوص المادة وهي الجواهر أو الأثير هذه يستحيل وجودها بعد عدمها فإنا لم نر المادة حدثت ولم نر أحدا قدر على إحداثها وخلقها ولم نرها انعدمت ولم نر أحدا قدر على إعدامها.
فإن العلم يبين أن كل ما نشاهده من اضمحلال المادة ليس انعداما بل إنما هو انعدام الصورة الخاصة وتفرق دقايق المادة الصغار