تنال الانسانية بها محبوباتها في أميالها بلذة وراحة فكر من دون عراقيل وتهديدات.
هذه العراقيل والتهديدات التي تكدر صفاء المدنية السمحة. وليس من الهين أن نعتبر حياتنا هذه القصيرة مقيدة بقيود الشرايع ومهددة بأخطار الوعيد.
عمانوئيل: يا صاحبي (رمزي) لا يغيب عن درايتك أن الاكتشافات العجيبة والاختراعات العلمية النافعة في لوازم الحياة إنما كانت من إلهيين متدينين قد اتقنوا مبانيهم بالنظريات المحكمة الأساس فلماذا لم تتناول من آراء أولئك الأساتذة وكيف تختار رأيا من دون نقد للآراء الأخرى ولا محاماة عن الحقيقة.
لا أذكر ذوي الشعور الراقي ولكن أقول: إن القاصرين من متوحشي السودان وغيرهم إذا اختلفت عليهم الآراء لا يركنون إلى واحد منها إلا بتحسينه ونقد ما عداه بما عندهم من الشعور في التحسين والنقد.
نعم المعروف أن الماعز والضأن إذا طفرت إحداهن نهرا طفرت البواقي أيضا ولو على خطر أو عدم رجاء. لا أذكر لك في تنبيهك من غفلتك إلا وقوع الخطأ أو الاضطراب في آراء أساتذتك الذين حبذت مبدأهم وهملجت خلفهم.
فإن ديمقراط يقول: إن الجواهر الفردة التي يفترضها افتراضا لها أشكال هندسية. وبخنر يقول: إن جواهرنا الافتراضية أصغر بكثير من جواهر ديمقراط.
ومرجع هذا الكلام إلى أن بخنر وأصحابه يخطئون ديمقراط بفرض الأشكال الهندسية لأن ذلك يناقض كونها لا تتجزأ.
وديمقراط وليسوبوس وأصحابهم يقولون إن الجواهر الفردة تسبح بحركتها في الخلاء نظرا إلى إمكان الخلاء وعدم الحاجة إلى افتراض