قلوب حرا تتقلب على جمر الأسف والغيظ. إنا أناس مسلمون في بلاد الاسلام ولنا الأمل الوطيد بأن علمائنا يحمون اعتقاداتنا وديانتنا من عوادي الشبهات بالبيان الواضح المقنع ويدافعون عن الاسلام من تصدى للنقد عليه وحاول بإلقاء الشبهات والتشكيكات أن يبدل آدابه وشرايعه وأخلاق المسلمين.
وها هو الخطر والتهديد للاسلام بالنقود والردود محدق بنا.
وها هي البواخر تحمل إلى بلادنا من مصر وبيروت في كل شهر ألوفا من الكتب التي وجهت نيرانها إلى الاسلام وكتابه ونبيه عداء.
يكفيك منها كتاب هاشم العربي مع تذييلاته. وكتاب الهداية المطبوع بمعرفة المرسلين الأمريكان ولا حاجة لذكر الكتب الصغار ككتاب تعليم العلماء وكتاب حسن الايجاز وكتاب أبحاث المجتهدين وكتاب رحلة الغريب ابن العجيب وغيرها من الكتب ولا زال المبشرون اليسوعيون يلقون علينا الشبهات بحرية تامة ونشاط.
وهذا يهون بالنسبة إلى انتشار كتاب شبلي شميل في تأييد المذهب المادي والتنديد بالإلهيين ويعضده دخائل المقتطف ويؤيده غمزات بعض العصريين بتحسين مضامينه والرومانات بتلويحها وهناك أوبئة أخرى (قد تمشت في مفاصلها كتمشي النار في الفحم) يا شيخ إن أولادنا وشباننا كادت الشبهات أن تخرجهم من أيدينا فتراهم كالرمل السيال يثورون مع كل زوبعة.
هب إنا نعلم أن هذه الشبهات مغالطات لا مساس لها بالحقيقة لكن ماذا نصنع فيما لا نهتدي السبيل إلى دفعه وماذا نصنع بما يعلق بأذهان البسطاء والأغرار وماذا نصنع مع أولادنا وشباننا المغرورين فهل من الهين أن يقع هذا كله وأنتم ساكتون. أم تقولون لا ندري بذلك.
لماذا لا تدرون؟
هل يرجى جلاء هذا الغبار وتمحيص هذه التمويه وشفاء هذا الداء