ما ذكره في المقدمة الخامسة من النداء في العالم باسم الإله وشريعته وتعليمه دروس الأخلاق الفاضلة وتهديده على جحوده ومخالفته.
ولكن يا للأسف إن العلم لم يوصلنا إلى معرفة هذا الإله الذي يذكرونه ولم يدلنا على لزوم وجوده لكي نبحث عن مدرسة شريعته وتعليمه الأخلاق فلذلك آمنا من خوف النداء المذكور في المقدمة الخامسة.
الشيخ: أيها الدكتور إن مكالمتنا مؤسسة على الحرية المطلقة في سبيل الحقيقة وكلامك هذا مجمل فأوضح لنا مرادك بالصراحة لكي تجري مكالمتنا على الطريق الواضح والنهج الهادي فأجب بالصراحة.
هل العلم أوصلكم إلى نفي الإله فصرتم تعللون الكائنات بما ليس بإله أو كما قلت إن العلم لم يدلكم على وجود الإله فوقفتم موقف الشك بحيث لا تدرون بم تعللون الكائنات في مبدأها.
الدكتور: إذا أردت المجاهرة فإن العلم أوصلنا إلى نفي الإله الذي تقولونه فصرنا نعلل وجود الكائنات بحركة المادة الأزلية.
الشيخ. إذن فحاصل كلامكم إن العلم أوصلكم بدلالته إلى اليقين بنفي الإله الذي نقول به وأوصلكم إلى أزلية المادة وحاصل كلامنا أن العلم أوصلنا إلى وجوب وجود الإله وأن المادة لا يمكن أن تكون إلا حادثة مخلوقة للإله.
إذن فعلى كل من الإلهي والمادي أن يقيم الحجة على دعاويه لكي يعرف ما يوصل إليه العلم الحقيقي وقبل الخوض في ذلك قل ما هي المادة الأزلية التي أوصلكم العلم إليها وأوقفكم في التعليل عليها.
الدكتور: إن العلم السيار لم يقر قراره في حقيقة المادة حتى إلى الآن فإن المعروف عن ديمقراط أن المادة هي الجواهر الفردة وهي الأجزاء التي لا تتجزأ وليس لها إلا أشكال هندسية ولكن العلم رفض