التي لا يدركها الحس فهي باقية في الوجود غائبة عن الحس.
الشيخ: أسألك أيها الدكتور هل قدر أحد من الناس أن يأخذ ترابا أو غيره من المواد فيخلقها إنسانا ذا نفس وشعور وعلم أو حيوانا ذا نفس وحركة أو شجر ذا نمو وفاكهة ويبدعها بغير النواميس المعهودة.
أيها الدكتور فهل يحسن بالعلم أو بمن له شعور أن يقول: إن أفراد لانسان والحيوان والشجر أزلية لأن العلم التجريبي يشهد بأنه لا يقدر لانسان على إيجادها بإبداعه وخلقه لها.
الدكتور: مهلا أيها الشيخ لماذا غاب عن شعورك أن العلم والحس والوجدان تشهد جميعا بأنه ليس كل ما هو حادث يقدر الانسان على خلقه وإحداثه.
بل إن من الحوادث ما يقدر الانسان على خلقه وإيجاده كالمصنوعات البشرية ومنها ما لا يقدر على إيجاده كالانسان والحيوان والشجر.
ويشهد أيضا بأنه ليس كل ما لا يقدر الانسان على إيجاده فهو أزلي غير حادث بل يجوز أن يكون له علة تبدعه وتحدثه هي غير قدرة الانسان فإن الانسان والحيوان والشجر لا يقدر الانسان على خلقه وإيجاده وهو حادث بالوجدان لأن له علة توجده وتحدثه بناموسها.
الشيخ: إن العلم مشتاق إلى هذا البيان الذي يزيل المعاثر التي جعلها الوقت في طريق الشعور.
أيها الدكتور إذن فلماذا لا تقولون إن المادة يجوز أن يكون لها علة تحدثها وتوجدها وإن لم يقدر الانسان على إيجادها كما قلتم في إيجاد الانسان والحيوان والشجر. وكيف قطعتم بإنها أزلية؟
الدكتور: قلنا إن المادة أزلية لأنها لا تنعدم ولا يقدر أحد على إعدامها.