الشهير الفرنساوي (غوستاف لبون) الرأي المبني على المشاهدة والاختبار بحيث وافقه أكثر علماء أوروپا ولم يثبت أمام النقد العلمي إلا نظرياته وهو أن المادة قوة متكاثفة وأن المادة ليست أبدية بل تتلاشى بانحلالها إلى القوة كما أن الراديوم وما شاكله من المواد تتلاشى بإرسال ذرات صغيرة تفلت منها ذات سرعة عظيمة تكون قوة تكهرب الفضاء في التلغراف اللاسلكي. والقوة أيضا تنحل إلى الأثير كما أن المادة ليست أزلية بل إن الأثير تكاثف في الأزمان البعيدة بسبب لا نعلمه فصار مادة فإن لم تكن المادة والجواهر الفردة أزلية كما هو الرأي القديم فالأثير على الرأي الجديد هو الأزلي وإلى هذا الأزلي ينتهي تعليل وجود الكائن فلا حاجة إلى التعدي عن الطبيعة إلى فرض وجود الإله، وأيضا فإن العلم العصري لا يسمح لنا بأن نؤمن بوجود غير منظور.
الشيخ. أيها الدكتور إني أبدأ بالتعرض لكلمتك الأخيرة أعني قولك (فإن العلم العصري لا يسمح لنا بأن نؤمن بوجود غير منظور) ألا وإن هذه الكلمة مما يتبرأ منه العلم العصري وشرف الانسانية.
كيف يقول ذلك إنسان أوليس جميع العالم مذعنا بوجود القوة الكهربائية فهل هي منظورة. أو ليست مشاهدة أعمالها وآثارها في الجذب والدفع والتحريك كافية في الاذعان بوجودها مع أن العلم لم يأخذ قراره في ماهيتها ففي القديم إنها كائن مقابل للمادة كامن فيها يهيج بأحد الهيجات المقررة، وفي الجديد إنها مرتبطة في المبدأ بالمادة تتولد من انحلال المادة إليها بأحد الأسباب المقررة كما أنها تتكاثف وتكون مادة.
هل ينكر أحد وجود النفس للحيوان فهل هي منظورة أو ليست أعمالها الحيوية الشعورية تجبر الانسان على الاذعان بوجودها بعد أن يرى أن الجسم الذي تفارقه لا تأتي منه هذه الأعمال بل يكون كسائر الجمادات وإن خفي على العلم كنه النفس فتشبعت فيها الأقوال.
أفي القوة الكهربائية شك مع مشاهدة الأعمال التي يحصرها العلم