الدرجة السادسة والستين من العرض الشمالي إلى الثامنة والخمسين من العرض الجنوبي. وهو على هذه السعة غالب الهدو والسكون واستقامة الريح حتى قيل إن السفن لا تحتاج فيه إلى تغيير وضع الشراع. وما تاهت فيه سفينة ولا تضررت - فكأن العناية لحظت طرق المواصلة بين أمريكا والقارات في الشرق والغرب في الباسفيك والاتلنتيك فرفعت في لجج هذه البحار العظيمة أخطار العواصف والزوابع.
وانظر إلى تيارات البحار التي لم يحص العلم عددها وشعبها ومواقع سيرها والتقائها ورجوعها وإنما ذكر منها ما بلغه الاكتشاف المتشتت. فمن ذلك التيار الاستوائي في البحر الهادي الذي يخرج من شواطي أمريكا الجنوبية فيما بين مملكتي (بيرو) و (شيلي) جنوبي خط الاستواء ويسير بنحو الاعتدال إلى الغرب إلى نحو جزائر (ماليزا) الواقعة في شمالي استراليا ويخرج منه عند أول الجزائر فرعان أحدهما يسير إلى الشمال الشرقي موازيا لجزائر الياپان وما بعدها من آسيا إلى بوغاز (بهرنج) في أول المنقطعة الباردة في طول 174 غربي پاريس تقريبا.
والفرع الثاني يتوجه إلى الجنوب نحو (زيلاندا) الجديدة إلى المنقطعة الباردة. ومن ذلك التيار الاتلانتتكي الخارج من سواحل إفريقيا الاستوائية من خليج (غينا). فيسير بنحو الاعتدال إلى نحو رأس (سان روك) من أمريكا الجنوبية فتسير شعبة منه إلى الجنوب مع شواطي أمريكا الجنوبية إلى طرفها تقريبا فيما دون الدرجة الستين من العرض الجنوبي وترجع من هذه الشعبة شعبة إلى رأس الرجاء الصالح ثم نميل إلى الشمال إلى خليج غينا. ويرافقه في طريقه الشمالي بينه وبين الشاطي شعبة من التيار البارد الجنوبي - وتسير الشعبة الأخرى من نحو سان روك أيضا مائلة إلى الشمال الغربي إلى جزائر (أنتيله) في خليج (المكسيك) وهناك يقوى التيار فيسمى بالتيار الخليجي ويسير محاذيا لشطوط الولايات المتحدة مائلا إلى الشمالي الشرقي إلى شواطي الأرض الجديدة قرب الدرجة الخمسين من العرض الشمالي وهناك يندفع بعضه