الأمينة من قرب (بيرو) إلى جزائر (ماليزا) وإن كان لك غرض في جزائر (أسيانيكا) فإنها على القرب من جادتك. وإن كان لك غرض في زيلاندا الجديدة فسر في الشعبة الشمالية ولك حسن الدلالة والأمان من كثير من الأخطار.
يا أهل الشواطئ الباردة لكم البشرى بتعديل البرودة بحرارة التيارات الاستوائية المارة بشواطيكم، واستنبتوا بعض النباتات التي لا تنبت فيما يساوي بلادكم في درجة العرض حيث لا تزورها التيارات الاستوائية، وأقبلوا زيارة الأخشاب الاستوائية وانتفعوا بها.
ويا سكان الشواطئ الحارة ويا سالكي البحار بشراكم بتعديل الحرارة بالتيارات القطبية الباردة. وإن كنتم تعدون من فوائدها ضغط البخار لكي يتصاعد فينعقد سحابا ماطرا فاعرفوا شرف هذه الغاية. ألا وإن اختصاص التيارات بمجاريها من جنوبي خط الاستواء، ولزومها لها ودوامها على حالها وتشعها في نقاط مخصوصة ورجوع بعضها من الغرب إلى الشرق وذهاب بعضها إلى الجنوب بميلة إلى الغرب كالمار بشواطي البرازيل إلى آخر أميركا الجنوبية. وميل بعضها إلى الشمال الشرقي كالمار من خليج المكسيك إلى الأرض الجديدة والمار من جزائر ماليزا إلى بوغاز بهرنج ووجود التيارات القطبية المتوجهة إلى جهة خط الاستواء لا إلى الغرب هذا كله مما يعرفك الخطأ في الوجوه التي ذكروها لتعليل التيار بأمور طبيعية. بحيث لا يقف زيف هذه الوجوه أمام النقد العلمي على رعم الصدقة العمياء الممشوقة والطبيعة البكماء المحبوبة.
ألا: تعجب ممن يعرض عن البحث عن غاية الكائن ولا يجد السير في اكتشاف فوائده النافعة في الحياة والعمران. ومع ذلك يتقهقر إلى أوهامه في تعاليل الصدفة العمياء فيضطهد شرف الغايات ويصرف عنها الأنظار لولا بقية روح علمي بقي من تأسيس السلف يحرك على طلب الفوائد والغايات فيما ينفع البشر.