أفكارهم إلى زخارف الأوهام. وفي الآية السادسة من سورة يونس المكية (إن في اختلاف الليل والنهار وما خلق الله في السماوات والأرض لآيات لقوم يتقون) وبال الجمود الأعمى، ونقائص الجهل المركب، ورذيلة اتباع الأهواء، ومكابرة الحجة الواضحة والوجدان الحر، ومضار الانحراف عن النهج الواضح، وهلكة الوقوع في تيه الضلال.
لا حاجة لنا في أن نبهض الهيئة الجديدة بأن نقول إن السماوات أفلاك تامة منضدة في غاية اللطافة والشفافية بحيث لا تحجب عن النظر شيئا. ولا حاجة لنا أيضا في الطالبة بالحجة الكافية على أنه ليس هناك أفلاكا موجودة وسماوات منضدة وأنه ليس الموجود إلا أجرام الكواكب تدور سياراتها في الفضاء ويستقر مركز ثوابتها في الفضاء - ولا تحسب أنا نعتمد على الهيئة القديمة وما خيلته من دعاوى الأبعاد والأجرام والأفلاك الجزئية.
فإن حجة القرآن الكريم لا مساس لها بشئ من ذلك. بل يمكن أن نجاري الهيئة الجديدة ونقول إن المراد من السماوات مراتب العلو المحددة بمدارات السيارات.
وكيف كانت الحقيقة فانظر إلى ما في السماوات من الكواكب العجيبة من ثابتة في مركزها وسائرة في مداراها على نظامات مستمرة.
هذه الثوابت لماذا لم تعمل بها جاذبية وبماذا لزم كل كوكب مركزه.
ولنتكلم على وفق الهيئة الجديدة، فانظر إلى حركة أرضنا وسيرها على منطقة البروج بمدار بيضي، أبعده عن الشمس يكون عند السرطان في نصف الكرة الأرضية الشمالي، وأقربها عند الجدي في النصف الجنوبي. وإن أردت أن تلتفت إلى ما في هذا الوضع من الغاية العجيبة والحكمة الباهرة في التعديل وموازنة الحر والبرد والقرب والبعد من الشمس بحسب اليابسة المسكونة فاعرف أن أقصى وصول اليابسة من أرضنا في جهة الجنوب إنما هو رأس القرن من أمريكا الجنوبية وهو لا يزيد على الدرجة الخامسة والخمسين من العرض الجنوبي مع قلة