وقال في الآية الثانية عشر إلى الخامسة عشر من سورة (المؤمنون المكية (لقد خلقنا الانسان) في بدء خلق هذه النوع الكريم (من سلالة من طين * ثم جعلناه) في تناسله بعد ذلك (نطفة في قرار مكين) من جهاز التناسل في الذكر وجهاز التنازل في الأنثى وكل منهما كاف في أداء الوظيفة في استقراره وصيانته في أحواله وأطوار تصويره إلى تمام نشؤه الرحمي (ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما) وقال في الآية والسابعة والثامنة والتاسعة من سورة السجدة المكية (الذي أحسن كل شئ خلقه وبدأ خلق الانسان من طين * ثم جعل نسله من سلالة) مستخلصة يتكون منها الانسان (من ماء مهين) مستقذر لا يعتنى به (ثم سواه ونفخ فيه من روحه وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون).
وقال في الآية والثامنة والسبعين من سورة النحل المكية (والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون).
هذا ما يعرفه كل أحد من نعمة الخلقة فكيف إذا: نظر العالم إلى أسرار خلقته فينظر إلى عظامه التي هي دعائم لبدنه وحفائظ لأجزائه الشريفة ومعدلات لوضعه وأمخال لحركاته ومرتبات لأوضاعه وإلى ما جعل لها من الأغشية وأوضاع المفاصل والرباطات والغضاريف لحفظ كيانها وارتباطها وإمكان حركاتها.
وإلى الجلد الذي غلف بدنه وجمع أوصاله وحسن صورته ووقى به الأنسجة الغائرة وأودعه حاسة اللمس وجعل منه البشرة بمنزلة القشرة بوضع محكم وجعلها سميكة صلبة في الأجزاء المعرضة للضغط كراحة اليد وأخمص القدم.
ورخوة خلوية فيما بقي وجعل (الأدمة) باطن الجلد لدنة في الغاية