عمانوئيل: إذا أخذنا دقيقة ملح تعادل عشرة آلاف جوهر فرد ومزجناها في ماء يعادل هذه الدقيقة مائة مرة فإلى كم دقيقة انقسمت هذه الدقيقة.
الدكتور: تنقسم إلى مائة دقيقة كل واحدة تعادل مائة جوهر فرد.
عمانوئيل. دقيقة الملح التي تعادل مائة جوهر فرد. قل لي كم جوهر فرد يكون كلورها وكم جوهر فرد يكون صوديومها بحساب أن النسبة في كلور الملح إلى صوديومه كنسبة خمسة وثلاثين ونصف إلى ثلاثة وعشرين أليس يجب في هذا لعملية التجريبية أن يكون في جواهر الكلور جزء وكسر من جواهره الفردة وفي جواهر الصوديوم جزء وكسر من جواهره الفردة.
يا حضرة الدكتور إن العلم التجريبي يبين لنا نسبة أجزاء المركبات بعضها من بعض والتجارب توضح لنا انقسام الدقائق فيما هو أكثر منها.
والتصور بهذا النحو من العمليات المختلفة الأشكال يتكفل لنا بقسمة كل ما تفرضونه جوهرا فردا إلى الكسور البسيطة والمركبة ويبطل فرض الجوهر الذي لا يتجزأ ويحكم بامتناع فرضه إذن فكيف تقول إن العلم الطبيعي يضطر إلى الاعتراف بالجواهر الفردة نعم يضطر إلى الاعتراف بقبول الدقائق للصغر العجيب والانقسام المدهش كما قيل في خيوط نسيج العنكبوت وانقسام قمحة من (الستركنين) في مقدار ألف وسبعمائة وخمسين ألف قمحة من الماء. ومقدار من الفضة في ملايين الملايين من أمثاله من الحامض النتريك.
الشيخ. لا شك أنا نرى في العالم في حيوانه ونباته وجماده أنواعا مختلفة وماهيات متباينة. مني، ودم، ولحم، وعظم، وعصب، وعروق، وأنسجة، وشعر، وصوف، وريش، إلى غير لك من أجزاء الحيوان المختلفة في الماهيات والألوان، والخواص وخشب، وأوراق، وأوراد وثمار مختلفة الألوان والخواص والماهيات وحجر مختلف بالألوان