وربما يكون منه النسيم اللطيف المسمى أكسجين الهواء لكي تحظى جميع أجزاء البدن بزيارته وتحيته بترويحه.
وربما تكون لحركتها فوائد أخر لم يصل إليها العلم بعد. كما أنه لا سبيل إلى حصر محمولها الحيوي بمادة أو مواد معينة.
وقد رؤي للشرايين العظيمة أوعية دموية تسمى أوعية الأوعية وهي شرايين تبعد عن نقطة توزيعها. ولها أيضا أوردة تأخذ منها الدم الوريدي إلى الأوردة المرافقة لها، ولها أعصاب تؤدي الوظائف العصبية.
وانظر إلى الأوردة التي هي أغلظ وأكثر عددا من الشرايين وهي أيضا متشعبة في عامة أجزاء البدن تشعب الأغصان من جذعها المتصل بالبطين الأيمن من القلب. ومن فوائدها أنها تجمع الدم من جميع أجزاء البدن وترجع به إلى البطين الأيمن من القلب. ومن سير الدم في، الشرايين ورجوعه في الأوردة تكون الدورة العامة للدم.
وانظر إلى الأوعية الليمفاوية، وانتشارها في الجسد، وصماماتها المانعة لسائلها عن التقهقر، أو لأن تجعل السائل متوازنا في أوعيته لكي تتوازن أعماله، أو لأن تقوم بعمل آخر.
وانظر إلى تفهماتها ووضعها لكي تقوم بغاية التفمم الجارية في الشرايين والأوردة.
وانظر أيضا فيما ذكر لها من الفوائد من امتصاصها الكيلوس والمواد السائلة (ليمفا) وحمل ذلك السائل الصالح أخيرا إلى الدورة الدموية.
وإلى الآن لم يشخص العلم حقيقة هذ السائل لكي يعرف مقدار أثره في الحياة وحقيقته... وإن لفظ ليمفا بمعنى سائل.
وتأمل في وظيفة الرئة ودوام حركتها بالانبساط والانقباض وفي أوردتها وشرايينها. فإن الشريان الرئوي يخرج من البطين الأيمن للقلب فيحمل منه الدم الأسود الوريدي الراجع إليه من أجزاء البدن في الدورة الدموية العامة وينقله بفروعه وأغصانه إلى الرئة فتصفيه وتطهره من