سورة الطارق المكية (فلينظر الانسان مم خلق * خلق من ماء دافق * يخرج من بين الصلب والترائب) وقال في الآية السابعة والستين من سورة مريم المكية (أولا يذكر الانسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا) متجليا بهذا الهيكل الانساني الجميل الراقي في حسن الخلقة العجيبة والشعور.
وقال في الآية السابعة والثلاثين من سورة القيامة المكية: (ألم يك نطفة من مني يمنى) ويستهان به بالاستمناء باليد وجماع اليائس والزانية وفي اللواط (ثم كان علقة فخلق فسوى) (1) بعد أن كان علقة لا صورة لها إلا صورة الدم فخلق بأحسن حلقة وأتم صورة وأحسن نظام يحفظ شخصه ونظام يحفظ نوعه بأن خلق فيه جهاز التناسل وبقاء النوع بناموس الاجتماع والحنان والألفة التي تقوم بالتناسل والتوالد (فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى) (2) وجعل لكل منها جهازا خاصا يؤدي وظيفته في التناسل وبقاء النوع وجعل فيهما ميلا يضطرهما إلى الاجتماع والاقتراب لكي يسلم جهاز التناسل من الذكر وديعته إلى جهاز التناسل من الأنثى.
ثم أحتج بالآلات الموجودة فيه التي يعرف عموم البشر عظيم نفعها في الحياة والمجتمع الانساني فقال في الآية الثامنة والتاسعة من سورة البلد المكية (ألم نجعل له عينين * ولسانا وشفتين) فإنه مهما جهل الانسان بمنافع أعضائه وأجزائه فإنه لا يجهل الأعجوبة من منافع العينين في الرؤية ومنافع اللسان والشفتين في الكلام.
وإن اختلف الناس في مبلغ إدراكهم لعجائب هذه الأعضاء وكان الطبيب والمشرح يدركان ما لا يدركه سائر الناس من العجائب والأسرار الشريفة في خلقه هذه الأعضاء وعظيم نفعها في الحياة.