فالحاصل أن الهداية موقوفة على العلم فالأعلم أهدى فهو أحق بالاتباع كما قال عز اسمه " أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي " ومن أجل منته تعالى أنه جعل لكل قوم هاد فعلينا أن نتفحص الأعلم من هو بعد النبي (ص) حتى نتبعه، ونهتدي بهديه بحسن توفيق الله تعالى " والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ".
فلما رأينا وجدنا، وعلمنا علم اليقين أنه هو علي بن أبي طالب. وقد استنبط بعض الأذكياء من المقطعات القرآنية بعد حذف التكرار " صراط علي حق نمسكه " فإنه أجاد وأفاد، وقد قال النبي (ص) " أن تؤمروا عليا ولا أراكم فاعلين تجدوه هاديا مهديا يأخذ بكم الصراط المستقيم " - رواه أحمد في مسنده -.
وروى أبو داود، والحاكم، والطبراني، والخطيب عن حذيفة في (جواب السائل): ألا تستخلف عليا قال: إن استخلفتموه، ولن تفعلوا ذلك يسلك بكم الطريق، وتجدوه هاديا مهديا، (وسيأتي إن شاء الله مستوفيا)، وبعده (أي بعد علي) ذريته (عليهم السلام) - بنص من سبق لمن لحق فلنذكر حال علمه.
قال السيوطي في الدرج: أخرج ابن مردويه، وابن جرير، وأبو نعيم في المعرفة، والديلمي، وابن عساكر، وابن النجار قال: لما نزلت " إنما أنت منذر ولكل قوم هاد " وضع رسول الله (ص) يده على صدره، قال: أنا المنذر، وأومأ بيده إلى منكب علي (ع) فقال أنت الهادي، يا علي بك يهتدي المهتدون من بعدي (1)، وهكذا ذكر الفخر الرازي (2)، وهكذا في جامع البيان، وفتح البيان، وابن كثير، وروح المعاني، والنيشابوري، ورواه عن عبد الله بن أحمد في زوائد المسند، وابن أبي حاتم، والطبراني في الأوسط، الحاكم وصححه.
قال الله عز اسمه " قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب " قال أكثر المفسرين أنه علي (ع) كما في (الدر) أيضا.
قال تعالى " وتعيها أذن واعية ": في لباب النقول: أخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم، والواحدي عن بريدة مرفوعا لعلي (ع): إني أمرت أن أذنيك ولا أقصيك، وأن أعلمك، وأن تعي، وحق لك أن تعي، قال فنزلت " تعيها أذن واعية " (3). وكذا رواه سعيد بن منصور، وابن جرير، وابن منذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، وابن عساكر، وابن النجار، وأبو نعيم في الحلية (كما في الدر).
وفي حجة الله البالغة: كان علي (ع) لا يشاور غالبا (4).
وفي كنز العمال مرفوعا قال (ص): " أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب " (5)، رواه العقيلي، وابن عدي، والطبراني، والحاكم، وابن جرير عن ابن عباس، وابن عدي، والحاكم عن جابر. وروى أبو نعيم في المعرفة عن علي: " إلى بابها ".