أم يمكن القول بأن الصدقة مقصورة على المال السائل، أو المال المنقول، مصداقا لقول الله في محكم التنزيل:
(والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله...)؟
كلا لم يتصدق محمد بفدك لأنها لا تقع في مجال تطبيق ذلك الحديث المنقول عن أبي بكر، فلم تكن ملكا له، بل كانت ملكا لسواه... ملكا لابنته الزهراء، لم ينازعها في ملكها أحد من الناس كما هو ثابت في التاريخ.
ومع ذلك فالحديث في هذه القضية يطول ويطول إلى ما يفيض عن حدود مقدمة تلم إلماما بموضوع الكتاب.
ولعل الله أن يهئ لنا فسحة قابلة لإسهاب يفي بمناقشة تتناول المسألة بالتفصيل.
الإسكندرية: ديسمبر 1975 م " عبد الفتاح عبد المقصود " 2 - الغدير (1) بسم الله الرحمن الرحيم أوشك وعيي أن يضل في عالم من المعرفة فسيح وأنا أقلب ناظري بين سطور هذا السفر وكلماته.. أهو حقا كتاب؟.. أهو " غدير "... بل هو " عيلم " زخر بدرره، صنوفا شتى ذات ألوان، تحار في حصرها النهى والخواطر، وتنبهر لها عيون البصائر،