بغداد في 10 / 8 / 1970 سيادة الأخ الأستاذ عبد الهادي مسعود.
تحية عطرة مفعمة بالمودة والتقدير.
وبعد.. فهذه الرسالة يا سيدي العزيز من شخص يعرفك على البعد ومنذ زمن غير قصير، وإن لم تتح له فرصة التشرف بلقائك، والتي أرجو أن تتاح لي في المستقبل إن شاء الله.
ولا أشك أن سيادتك عرفت بعد هذه المقدمة أني تعرفت عليك من خلال كتبك وبحوثك وهذا صحيح إلا أن معرفتي بكم تمتد إلى أبعد من معرفة القارئ بالكاتب فطالما كنت أسمع اسمكم الكريم مشفوعا بالذكر العاطر والثناء الجميل من شقيقي الأكبر " مرتضى الرضوي " الذي يعتز برباط الأخوة الصادقة التي جمعتكما رغم بعد الديار، وهكذا فقد وجدت الفرصة سانحة لأقوم بواجب الرد على رسالتكم الكريمة نيابة عن أخي الذي مضى على سفره شهران وبضعة أيام وأظنه الآن في " باكستان " إذ لم يصلني منه خلال هذه المدة غير خطابين، ومن هذا ترون سيادتكم إننا معا محقان في أن نعتب عليه كما أننا متفقان على سؤالكم الله أن يسامحه، وأؤكد لكم أن أخي إن تهاون يوما في أداء الواجبات تجاه إخوانه فهو لا ينساهم أبدا.
بالنسبة لي فأنا أعيش في بغداد، وأقول " أعيش " ولا أقول " أعمل " لسبب بسيط هو إنني دون عمل، فقد تخرجت من كلية الهندسة قبل زهاء شهرين ولم أرتبط