قلت لفضيلته: يعرف المسلمون أنكم من أقطاب جماعة التقريب فكيف تكونت هذه الجماعة وما الذي قمتم به نحو فكرتها، وما هي خطوتكم المقبلة في هذا الشأن.
فأجاب فضيلته: تكونت هذه الجماعة منذ أكثر من عشرة أعوام في مدينة القاهرة، وكان الذي دعا إليها وجاهد في سبيل تكوينها أخي سماحة الأستاذ العلامة الشيخ محمد تقي القمي العالم الشيعي الإيراني الجليل، وقد استقبلت هذه الدعوة عند توجيهها بروحين مختلفين، روح المعارضين لها الذين ينفرون من كل اصطلاح، ويخافون الإقدام على أية فكرة لم يألفوها ويتشككون في النوايا والمقاصد بغير حق، وهؤلاء المعارضين من يقول: إن هذه الجماعة تريد أن تجعل من السنيين شيعة، كان منهم من يقول: إنها تريد أن تجعل من الشيعيين سنة، وهكذا.
والروح الآخر هو روح المؤمنين الواثقين بدينهم البصيرين بقوا عده وأصوله الذين لا ينظرون إلى ظواهر الأمور فحسب، ولكن يتعمقون ويتدبرون ويعرفون تاريخ الأمة الإسلامية في حال تقدمها وتأخرها، وفي أوقات قوتها وضعفها ويدركون السر في ذلك حق الادراك - هؤلاء هم الصفوة من أهل العلم المؤمنين المجاهدين الصابرين ومنهم تألفت جماعة التقريب وكان لي شرف الإسهام في هذه الفكرة منذ أول يوم، وتلقيت دعوتها من المغفور له أستاذنا الشيخ عبد المجيد سليم شيخ الأزهر الأسبق، وعرفت أن الشيخ المراغي والشيخ مصطفى عبد الرازق شيخي الأزهر الأسبقين أيضا كانا ينظران إليها بكثير من الأمل والارتياح والترحيب وقد التزمت أن أخص مجلتها " رسالة الإسلام " ببحوثي في تفسير القرآن الكريم التي نحوت بها نحوا جديدا في عرض السير القرآنية وبيان أهدافها ومناهجها وما لها من أساليب في الوصول إلى أغراضها وقد كان لهذا التفسير وقع عند إخواننا في مختلف الشعوب والطوائف الإسلامية، وكنت أتلقى كما كانت المجلة تتلقى كثيرا من الرسائل التي راق أصحابها منهج البحث في هذا التفسير وما يمتاز به