وأقل ما يدل عليه إعراض المؤرخين عن السبئية وعن ابن السوداء في حرب صفين.
إن أمر السبئية وصاحبهم ابن السوداء إنما كان متكلفا منحولا، قد اخترع بأخرة حين كان الجدال بين الشيعة وغيرهم من الفرق الإسلامية الخ.
فعند ذلك سكن غضبه، وتركت الكتاب عنده وانصرفت مع الدكتور حامد حفني داود.
وحكى لي الدكتور حامد حفني داود شيئا عن عقيدة الدكتور شوقي ضيف " وسيكلوجيته " في تناول قضايا التاريخ فكان مما ذكر أنه ذات يوم فتح معه الحديث عن الخلاف بين الإمام أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه ومعاوية ابن أبي سفيان فما كان من الدكتور شوقي ضيف إلا أن قال محتدا:
ما الذي حمل عليا للذهاب إلى معاوية في " صفين " ليحاربه ففهم الدكتور حامد أن المتحدث معه يتحامل على الإمام أمير المؤمنين علي ولذلك قطع الحديث معه إلا أن الحديث معه لا يجدي فتيلا في إقناعه، وكذلك الأمر مع الذين لا يتناولون البحث العلمي تناولا موضوعيا مجردا عن الهوى والعاطفة.
على أنه - ومهما يكن من أمر فإن صلتنا بالدكتور شوقي ضيف لم تسمح لنا بالقدر الكافي أن ندرس شخصيته من كافة جوانبها، ولعل أن تتاح فرصة للقائه من جديد وهو:
الرجل المعروف لدى بعض أصدقائه وتلامذته بحرية الرأي وسعة الأفق.
وفي رحلتي إلى القاهرة عام 1395 ه الموافق عام 1985 م زرت أحد أصدقائي السادة الأفاضل في داره يوم الثلاثاء رابع شهر رمضان المبارك وكان قد جري حديث عن الدكتور شوقي ضيف وأطلعته على محادثتي معه فذكر لي حادثة تتعلق