من الآفات ما يؤملونه منه على توفير عليه منهم واتفاق ولنا في تيسير حجهم على الاختيار منهم والوفاق شأن يظهر على نظام واتساق فليعمل كل امرئ منكم بما يقرب من محبتنا ويتجنب ما يدنيه من كراهتنا فإن أمرنا بغتة فجاءه حين لا تنفعه توبة ولا ينجيه من عقابنا ندم على حوبة.
والله يلهمكم الرشد ويلطف لكم في التوفيق برحمته.. ".
وقد وقعه الإمام عليه السلام بيده العليا وكتب في أسفله.
" هذا كتابنا إليك أيها الأخ الولي والمخلص في ودنا الصفى والناصر لنا الوفي حرسك الله بعينه التي لا تنام فاحتفظ به، ولا تظهر على خطنا الذي سطرنا بماله ضمناه أحدا وأد ما فيه إلى من تسكن إليه وأوص جماعتهم بالعمل عليه إن شاء الله وصلى الله على محمد وآله الطاهرين... " (1).
حوت هذه الرسالة أمورا بالغة الأهمية وهي:
أولا الإشادة بالشيخ المفيد الذي هو أحد دعائم الإسلام في علمه وفضله وتقواه وشدة تحرجه في الدين وأنه قد سمح له في مكاتبة الإمام عليه السلام والاتصال به وتحمله شرف السفارة بينه وبين الشيعة.
ثانيا: إن الإمام عليه السلام قد أشار إلى المكان الذي يقيم به في حال غيبته وأنه بعيد عن مساكن الظالمين وأن إقامته فيه محجوب عن أعين الناس يستند إلى إرادة الله تعالى ومشيئته التي قضت بعدم ظهوره ما دامت دولة للفاسقين والظالمين على وجه الأرض.
ثالثا: من بنود هذه الرسالة أن الإمام عليه السلام يتتبع بكل دقة جميع شؤون شيعته ولا يعزب عنه أي أمر من أمورهم فهو ساهر على رعايتهم ودفع البلاء عنهم ولولا عنايته بهم لأخذهم الظالمون من كل جانب ومكان وقد أخبرهم عن فتنة وكارثة مدمرة تحل بهم يهلك فيها الكثيرون.
رابعا: أنه أخبر عن بعض الملاحم ستظهر وتتحقق قبل ظهوره عليه