وأني سخي بالدموع لوقفة * على طلل بال ودارس أحجار وما علموا أني امرؤ لا يروعني * توالي الرزايا في عشي وإنكار وأعرب في البيت الأخير عن قوة شخصيته التي لا يروعها تتابع الرزايا والخطوب عليها ثم يقول:
ومعضلة دهماء لا يهتدى لها * طريق ولا يهدى إلى ضوئها الساري تشيب النواصي دون حل رموزها * ويحجم عن أغوارها كل مغوار أجلت جياد الفكر في حلباتها * ووجهت تلقاها صوائب أنظاري لقد دهمت الشيخ كارثة دهماء مروعة تشيب من حولها النواصي ولا يستطيع أحد حل رموزها ولنستمع إلى موقفه منها يقول:
أأضرع للبلوى وأغضي على القذى * وأرضى بما يرضى به كل مخوار وأفرح من دهري بلذة ساعة * وأقنع من عيشي بقرص وأطمار إذا لا ورى زندني ولا عز جانبي * ولا بزغت في قمة المجد أقماري ولا انتشرت في الخافقين فضائلي * ولا كان في المهدي رائق أشعاري خليفة رب العالمين فظله * على ساكن الغبراء من كل ديار هم العروة الوثقى الذي من بذيله * تمسك لا يخشى عظائم أوزار إمام هدى لاذ الزمان بظله * وألقى إليه الدهر مقود خوار ومعنى هذه الأبيات أنه لن يخضع لما ألم به من نوائب الدهر ولا يرضى بما يرضى به الأذلاء وضعاف النفوس من الخنوع للذل والقهر وإنما يبقى مصمما على إبائه وعزة نفسه وأنه قد لاذ بإمام العصر صلوات الله عليه الذي امتد ظله على جميع سكان الأرض ويستمر البهائي في رائعته فيصف سعة علوم الإمام فيقول:
علوم الورى في جنب أبحر علمه * كغرفة كف أو كغمسة منقار فلو زار أفلاطون أعتاب قدسه * ولم يعشه عنها سواطع أنوار رأى حكمة قدسية لا يشوبها * شوائب أنظار وأدناس أفكار بإشراقها كل العوالم أشرقت * بما لاح في الكونين من نورها الساري